الصراع الخفي بين الطالب والسلطة

بقلم : ميشان سيدي سالم أعلاتي

نشر هذا المقال في مجلة المستقبل الصحراوي

 

لطالما كان للطالب  الجامعي  دور سياسي من النوع  الرفيع  والمتقدم ، يسعى من خلاله إلى محاولة تصحيح وإصلاح ما أفسده  المفسدون وقد وصل الأمر بالبعض إلى حد إسقاط الحكومات  المتعسفة  والمتخاذلة  وكذا التأثير  على قراراتها السياسية وتوجهاتها  الدولية.

ومثال ذلك مظاهرات الشباب الأندنوسي في نهاية التسعينات التي كان لها الدور الكبير في الإطاحة بنظام حكم سوهارتو، وكذلك الثورة الطلابية الإيرانية التي ثارت ثائرتها وكادت أن  تعصف  بالحكم الملالي في مهب الرياح…

انطلاقا من هذا الدور  هناك عدة مواضيع شائكة  تربط ما بين الطلبة الجامعيين  والسلطة  وما أكثرها مواضيع غير أن محاولة التفكير والخوض أو الإلمام بهاته المواضيــع في أن واحد أمر أشبه بالمستحيل  إن لم يكن كذلك ، وهذه محاولة عابرة للفت الانتباه إلى انعكاسات وتداعيات السياسة المنتهجة حاليا من طرف  السلطة تجاه الطالب  وكذا  مدى تأثيرها عليه.

* المؤتمر … نهاية البداية.. وبداية النهاية

ما إن إنتهى المؤتمر وأسدل الستار حتى إستوى الطيار والبحار والسياسي والنجار

فبعد الصخب والعويل عكف المشاركون إلى التواري عن الأنظار لعد وحساب مكاسبهم من ما إنبثق عن المؤتمر من نتائج .

وقد تعددت هذه المكاسب ما بين مكاسب  شخصية كالترقية والمناصب المغرية وأخرى قبلية .

ووسط كل هذه الإنتصارات المشبوهة خرج الطالب الجامعي الذي أنهكته سنين الجامعة العجاف بخفي حنين فلم يجد المسكين أي مكاسب يتشدق اويفتخر بها سوى كانت شخصية أو وطنية أما المكاسب القبلية فلا مكان لها في الوسط الجامعي والحمد لله

وقد يكون السبب في هذا الإخفاق أو هذه الهزيمة السلطة أو القائمين بشؤونها

والذين تقع على عاتقهم كامل المسؤولية لانهم وبكل بساطة لم ينصفوا الطالب ولم يولوه أي إهتمام فعملوا جاهدين على إحتجاب المطالب المنطقية التي نادى بها من هم أقرب وأدرى بمصلحة

الطالب ليتم بذلك التستر على هذه المطالب وإحتوائها لتدرج تحت عناوين عريضة وغامضة لا تخدم ولا تعبر عن مصلحة الطالب لا سيما أن الكثيرين يعتبرونها مطالب أكثر من ضرورية.

وإقتداء بهذا النهج ظلت السلطات عندنا تسعى إلى محاولة تحييد الطالب والعمل على إلهائه بمشاكله الثانوية التي غالبا ما تكون مشاكل بيداغوجية وذلك أضعف الايمان.

ويبدو أن الظاهرة الخفية أو الحيلة العوجاء قد إستفحلت على الطالب ولاقت بذلك مرادها ومبتغاها فلم يعد يسعى إلى أي مكاسب فكرية وإن سعى إليها ردعت من طرف السلطة لينصب جل إهتمامه على حل وحلحلة المشاكل السالفة الذكر للوصول إلى المكسب المرسوم سلفا وهو الحصول على شهادة الليسانس التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع خاصة وسط مجتمع كالمجتمع الصحراوي وفي زمن أصبح كل شيء فيه خاضع لسياسة الحيلة القذرة التي يتم من خلالها حرمان الطالب الحامل لشهادة الليسانس من التدرج في الدراسات العليا وبالتالي مواصلة مشواره الدراسي خشية أن تعلو العين على الحاجب!!!

و هكذا يتم تسخيف من (السخافة) وتسفيه الطالب لينسوه دوره الذي يجب أن يلعبه داخل المجتمع .

فإذا تحركت هامته أو ثارت ثائرته فمن أجل أمور تافهة – لا غير- إذ يترفع المقام عن ذكرها فما بالك بالغوص والخوض فيها ولعل أصحابها يدركون ما هي؟

ليصبح الطالب مجرد هيكل إنسان لا ينتج ولا ينصر أي فكر تقدمي أو توجه سياسي يسعى من خلاله لأداء  دوره المنوط منه على عكس نظيره في الدول المتقدمة ، ويبدو أن هدف السلطة من وراء كل هذا هو محاولة إنتاج طالب ميت لا يتأثر ولا يؤثر أي طالب جامعي مفعول به على الدوام .

ولعل من يسعى إلى تكريس هذه السياسة القذرة المبنية على أساس تهميش الطالب يريد بذلك خدمة مصالحه الشخصية على حساب المصلحة الوطنية التي طالما تشدق بها هؤلاء الذين يعتقدون من منطلق سذاجتهم الفكرية أن الطالب الجامعي ما هو إلا المنافس أو الشبح القادم من مقاعد المدرجات والساعي إلى الإستحواذ على المناصب المقرية والمقاعد الثرية التي لا يزال أصحابها مصرين على التمسك بها تحت مسميات ومبررات واهية ،  مما يعني أن السلطة التي تسمح لنفسها بالوقوع و التقوقع في مثل هذه المستنقعات هي سلطة هشة تحكمها مزاجية النخبة تحت غطاء اللامباديء ، لذا فإن الرؤية الضبابية المبنية على عدم الثقة بالآخر ستبقى الغالبة على العلاقة الثنائية بين الطالب والسلطة هذا في حالة ما استمرت هاته الاخيرة في إنتهاج مثل هذه السياسة.

ختاما فإن كل هذه الحقائق التي لا تقبل أي تزييف أو تحريف تعود لتؤكد مرة أخرى بأن نقص أو إنعدام الرؤية المستقبلية هي الميزة الأساسية في مخططات السلطة مما يؤكد أنه لا مكان للطالب الجامعي في ميزان أصحاب الهمة والرآي المسموع والأمر المطاع وما هو في نظرهم إلا ضرع يحلب أو ظهر يركب

** الساقية صحيفة الكترونية مستقلة   **

** المدير العام رئيس التحرير : ميشان سيدي سالم أعلاتي **

    M_FICHAL@YAHOO.FR      

ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***   ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***  ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا