النظم الشمولية السمات والملامـح العنصرية والسياسات الشوفينيـة المقيتـة

جاسم الصغير

 

تعد النظرة الشمولية الفوقية المتسمة بالقسر والاستبداد احدى اسوأ العلامات التي تؤثر في رؤية الاحداث وانها تتصف بالكليانية وبالغاء الاخر وغالبا ما اتصفت انظمة وسلطات بهذه الصفة مما ولد لديها مع مرور الوقت ضيق افق في الرؤية وانعدام في الاستراتيجية التي على اساسها ترسم نسق حركتها للمستقبل ولقد رأينا في مجمل التاريخ الانساني ومنه تاريخنا السياسي الشرقي والعربي ان هذه الصفة لم تغب عن ملامح السلطة السياسية في السابق ايا كان لونها او الاسم الذي تختفي تحته للتمويه على المجتمع اتصفت والتصق بها هذا الداء والتي استغلت الشعوب اسوأ استغلال وخلفت وراءها مجتمعات تئن من الحرمان والالم والفقر الحضاري وظهر هذا جليا ايضا في مرحلة اوربا في العصر الوسيط وهيمنة الكنيسة على مجمل شؤون الحياة وايضا في عصر هيمنة

الاقطاع بنظرته المحدودة فاصبح عائقا امام تقدم الحياة واستمر الحال مع الحكومات التي هيمنت على الاوضاع في اوربا وغيرها مثل الحكومات التي ظهرت في المانيا في عهد هتلر النازي  او ايطاليا في عهد موسوليني الفاشي وايضا في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بكل مراحله ولم ينقذ الشعوب هناك الا ظهور الديمقراطية والياتها التي امنت مشاركة اجتماعية في ادارة شؤون المجتمع بشكل متناوب ومن غير هزات سياسية او اجتماعية ان النظم الشمولية يميزها مضمونها الذي تنتهجه في الايديولوجيا وفي التطبيق  والجو البوليسي المفزع الذي تشيعه في كل ارجاء البلاد وليس العنوان والشعارات التي تتشدق بها  وهي تعتمد تراتبية فوقية صارمة ولا اثر للمبادرة وتسير الشعوب بشكل قطيع مطلوب منه الطاعة الصارمة لتوجهات  القيادة العليا الاستبدادية التي لاتمتنع عن استخدام أي اسلوب من اساليب الترهيب من اجل ضمان استمرار نسقها الاستبدادي بين الشعب الذي اصبح فاقدا للاحساس بذاته الفردية والاجتماعية وفق تثقيف سلطوي هو مزيج من الصوفية الكاذبة التي تنادي بعبادة الفرد بوصفه هو الوطن في خطاب مزيف ومسخرة له كل اجهزة الاعلام في البلاد الامر الذي ساهم بشكل كبير في حصول حالة من التناشز الاجتماعي والسياسي بين النظام الشمولي والاستبدادي الذي اصبح في واد  والشعب الذي اصبح في واد اخر والشمولية تلغي نزعة التفكير الحر عند الفرد والمجتمع معا  تخاطب الفرد بشكل عاطفي وليس بشكل  فكري وعلمي باستمالته غرائزيا يقول وليم وردس ورث(كفاكم كل هذا العلم وكل هذه المهارات والصناعات انبذوا تلك الكتب العقيمة واستعيضوا عنها بقلب طاهر لكي تفهموا او تبصروا لقد اعطيتم العقل نصيبه فاعطوا القلب نصيبه) وثمة امر هام يتمثل ان من اسوأ افرازات الانظمة الشمولية الاستبدادية هو خلق ثقافة سياسية استبدادية وشمولية لنزعات وحركات سياسية تعتمد هذا النهج الاستبدادي حتى بعد زوال وسقوط الانظمة الشمولية ولايفوتنا ان نذكر   ان البعث  الفاشستي الذي اذاق الامة الهوان على يد طاغية العصر صدام الذي تبنى طروحات هذا الحزب الفاشستي  وادى بالمجتمع الى كارثة كبيرة بفضل حماقاته وما اقوال ماتوجيهاتهم المركزية الفوقية الصادرة من اعلى هرم السلطة الاستبدادي مثل (اذا قال صدام قال العراق )  و ( نفذ ثم ناقش) الا دليل على طغيان الاستبداد الداخلي داخل جمهورية الخوف للعراق في عهد ذلك النظام الشمولي البائد والغاء ملكة التفكير الحر الانسانية التي منحها الله للانسان من اجل ان يميز الحرية عن الاستعباد  والان وبعد ان تحررنا من هذا النظام  الاستبدادي تقع   على العراقيين وبمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم القومية  مسؤولية الابتعاد عن ملامح أي نزعة شمولية استبدادية وليس من خلال الشعارات التي يرفعونها بل من خلال الفعل والمساهمة الفاعلة في المسيرة  والعملية السياسية التي ارتضاها المجتمع بكل تياراته التي تؤمن بالديمقراطية  نظرية وتطبيقا وان  يعيشوا حياة آمنة وسعيدة في ظل نظام ديمقراطي يوفر لابنائه الامن والحرية والتقدم والازدهار ويجعلهم يفتخرون بانتمائهم له وبكل قناعة لان البلد الذي لا يوفر لابناء هذه المزايا والخدمات لا يستحق ان يفاخر الانسان بانتمائه له والحقيقة ان العراق ومنذ فجر التاريخ هو معروف بتعايش ابنائه ومن كل القوميات  على ارضه ويسمى بارض السواد من كثرة خيراته لهذا هو يستحق الاعتزاز ولكن الذي حصل سابقا ان الطغم الحاكمة  الاستبدادية والشمولية المقيتة ارادت تمزيق نسيج الشعب ولكن خاب فالهم فذهبوا الى مزبلة التاريخ وبقي العراق وشعبه بكل قومياته المتآخية شامخا رافع الرأس وهذه هي منزلته دائما. 

** الساقية صحيفة الكترونية مستقلة   **

** المدير العام رئيس التحرير : ميشان سيدي سالم أعلاتي **

    M_FICHAL@YAHOO.FR      

ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***   ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***  ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا