الاعلام المغربي ... مصداقية على المحك ...

بقلم : ميشان سيدي سالم أعلاتي


يتفق الكثير من الخبراء والمفكرين على أن الاعلام في  جوهره هو فن إعادة صياغة الاحداث وفق إيديولوجية ومخططات إستراتيجية لجعل الناس تفكر وتنظر إلى العالم كما تراه المؤسسات الاعلامية التي تعنى بنقل الاحداث إلى الجمهور .

وهذا على عكس التصور السائد لدى الكثير من العامة والذي يتلخص في كون مهمة المؤسسة الاعلامية تكمن فقط في نقل الاخبار لمجرد الاعلام غير ان هذا التصور السطحي هو تصور ساذج بل يمكن تصنيفه في خانة الغباء

 - مع كامل الاحترام لأصحابه طبعا -

* -  في المغرب لا تستغرب ...

إهتدا الدهماء وعباقرة السياسة في المغرب مؤخرا إلى حيل جديدة  يغالطون بها الرأي العام المغربي والعربي عامة ولما العالمي أيضا مادام  هدف المؤسسات الاعلامية- كما قلت سابقا - هو خلق رأي عام ( محلي , إقليمي ,  دولي ) تابع بمعنى راي عام يتبنى نفس الرؤى التي تتبناها هذه المؤسسات  وذلك بإستغلال أبسط الاحداث اليومية التي تجري هنا أوهناك كما أنها تعمل على تحريك وتوجيه الرأي العام ونقل إهتماماته من قضية إلى أخرى .

ولطالما سعى الاعلام المغربي – أو الاعدام– إلى محاولة طمس الحقائق وتقديمها بصورة مقلوبة خدمتا للمصلحة البرغماتية التي يتبناها ارباب البلاط الملكي وخدام البساط  معتمد في ذلك على طريقة " ويل للمصلين "

وفي هذا الاطار يمكن تصنيف تلك الضجة الاعلامية التي رافقت الحفلات الفنية

- وهي الحفلات التي قابلتها جبهة البوليساريو بنوع من الصمت الغير مبرر- 

 التي أحياها مجموعة من الفنانين بمن فيهم الجزائريين والمشارقة بالمغرب والاراضي المحتلة من الصحراء الغربية وأخص  بالذكر ( الطلياني , فضيل , وفلة عبابسة ) بالرغم من ان لكل منهم حكاية مع المملكة المغربية تختلف عن الاخر, غير انها تصب في مجرى واحد وهو الوقوع ضحية " مؤامرة إعلامية" ولتوضيح الصورة اكثر للقارء  أقول أن الاعلام المغربي ومن ورائه السياسين المغاربة عملوا وبدقة تفوق التصور على توظيف وإستغلال  الاجواء العشوائية المصاحبة  لتلك الحفلات المذكورة سابقا بالمملكة المغربية وذلك بإستغلال المستوى التعليمي المتواضع لهؤلاء الفنانين , وعلى سبيل المثال لا الحصر ماحدث للفنان الطلياني  في حفل اختتام مهرجان كازا ميوزيك وقد عبر صراحة عن ذلك في صفحات جريدة الشروق اليومي  بقوله:

" هناك جزء من الحقيقة في ما نقلته الجرائد المغربية على لساني لكنها قامت بتحويره بشكل يخدمها ويخدم توجهاتها وأأكد أن هناك لبس كبير في الموضوع والصحافة المغربية ارادت توجيه رسالة وتصفيات حسابات سياسية فاستغلتني واستغلت جهلي بهذا الموضوع لتصل الى مبتغاها والحقيقة انني لما قرأت

المواضيع التي نشرت في الجرائد المغربية تعجبت من المنشيتات العريضة

 (  يقصد العناوين العريضة )  التي تصدرتها غداة الحفل وكلها تجمع على ان رضا الطلياني ينادي " بمغربية الصحراء "  كنت اظن اني شاركت في مهرجان فني موسيقي فوجدت نفسي مقحم في خلاف سياسي واشياء أخرى بمسميات سياسية ... نعم كانت هناك رغبة لتوريطي هذ مؤكد... ..لكن الذي أثارني هو ان تستغلني الصحافة المغربية لخدمة توجهتها وهي تعلم حقيقة الموضوع "

ولم تكتفي الصحافة المغربية بإستغلال الطلياني بل مست خدعتها الاعلامية والسياسية إشراك الفنان خالد و أخيرا فضيل بدعوته لإحياء ذكرى ما تسميه

" المسيرة الخضراء " وشملت المحاولات أيضا  الفنانة فلة عبابسة التي تفطنت للفخ الذي كان منصوب لها من خلال دعوتها للمشاركة في مهرجان فني لكنها إعتذرت في أخر اللحظات عن الحضور بعد أن علمت بان  المهرجان سيقام  في العيون .

* - الاعلام المغربي .. وسياسة التضليل ..

إن التوجه القديم الجديد  للاعلام المخزني - المغربي -  الذي  يتخذ من سياسية التزيف والتحريف وسيلة لمجابهة الحقائق والوقائع  توجه مفضوح و مبالغ فيه لأنه أصبح مع مرور الوقت ماركة مسجلة وحيلة معروفة لايمكن أن تنطلي على عاقل لذا فإن أقل ما يمكن  قوله إنه إعلام مهزوز و مهزوم أو بتعبير أصح إعلام فاشل وموجه نتيجة لرضوخه وخضوعه الغير مبرر للاوامر السياسية وهذ ما يؤكده الواقع والمنطق كون هذه المراوغات والخدع الاعلامية- المسيسة -  لم تأتي صدفة ولا من فراغ بل جاءت بعد دراسة وتمحص وتفحص , وإلا كيف يمكن تفسير تركيز وسعي القائمين على الشأن الثقافي المغربي إلى إشراك أكبر عدد من الفنانين الجزائريين وجرهم للدخول والخوض في المسائل السياسية العالقة !

 ومن هنا نطرح التساؤل التالي : هل تأتي هذه الدعوات -  المفخخة -  خدمتا للفن والفنان الجزائري على حساب الفن المغربي أم أن هناك اهداف وحسابات وخلفيات تسعى الصحف المغربية ومن ورائها الساسة المغاربة إلى تسويقها خفية ؟

 سؤال بحاجة إلى أكثر من إجابة

ختاما أقول – وهذا رأي شخصي - إن كل هذه الاحداث إذا ما جمعت وربطت وقائعها بعضها ببعض فإنها ستقدم لنا مقاربة شبه مؤكدة  وهي ان المؤسسات الاعلامية المغربية – سوى العمومية أو الخاصة -  لم تكن في يوم من الايام موضوعية في تعاملها مع مختلف الاحداث وخاصة ما يتعلق  منها بالشأن الجزائري وقضية الصحراء الغربية .

** الساقية صحيفة الكترونية مستقلة   **

** المدير العام رئيس التحرير : ميشان سيدي سالم أعلاتي **

    M_FICHAL@YAHOO.FR      

ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***   ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***  ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا