
من
هيوستن إلى منهاست
وجهات
متعددة و مشكل واحد
من
باماكو سنة 1976 إلى وايومينغ سنة2001.
أشواطا عريضة و محطات حاسمة و هواجس
جمة ميزت تاريخ الدبلوماسية
الصحراوية على مائدة المفاوضات سواء
تعلق الآمر بالتفاوض مع المستعمر
الأول أو مع وريثه الحالي. و بغض النظر
عن طبيعة النزاع على الصحراء الغربية
و أبعاده التاريخية و القانونية إلا
إن الجدير بالإشارة فقط أن جبهة
البوليساريو التي تأسست في العاشر من
مايو سنة1973 كانت قد دخلت الصراع
بصفتها الممثل الشرعي و الوحيد للشعب
الصحراوي صاحب الأرض.
وبالتالي كان لزاما على هذه الأخيرة
أن تجند كامل طاقاتها من اجل فرض قوة
الحق. كان العمل الدبلوماسيي. و قتها
صاحب القيادة و الريادة في محراب
النضال السياسي و الثوري مشكلا جبهة
جديدة للإشادة بالدولة الفتية التي
لطالما تعززت بالاعترافات المتكررة
يوما بعد يوم و على شاكلة الأحداث
التاريخية للدبلوماسية الوطنية نجد
التفاوض و هذا الأخير يعد تاريخ بذاته
نظرا إلى المحطات و الهواجس التي شكلت
أهم المعالم التاريخية للمفاوضات
التي كانت جبهة البوليساريو طرفا لها.
فكانت البداية من العاصمة المالية
باماكو بوساطة من الرئيس موسى طراوري
بين الجبهة و الحكومة الموريتانية ثم
توسع اللقاء بعد ذلك ليشمل المملكة
المغربية و كان هذا الاتصال مجرد
بداية جس فيها كل طرف نبط الآخر و
بعدها توقفت اللقاءات الثنائية بين
أطراف النزاع في ظل تواصل المواجهات
على الصعيد العسكري و التي كانت ساحة
جوهرية لأضاح مضامين الكفاح
الثوري الوطني.و في خضم هذه الظروف
المتصاعدة لجا الطرفان إلى التقارب
من جديد عن طريق التفاؤض فكان اللقاء
بالجزائر 1982 و مثل البوليساريو محمد
سالم السالك و الحضري مقابل رضا
اغديرة و إدريس البصري و بوستة عن
الطرف النظير وتم فيه اقتراح المغرب
توسيع صلاحيات الصحراويين و الاكتفاء
بالعلم و الطابع و هذا آمرا كان
مرفوضا ولم يثمر هذا اللقاء سواء انه
مهد لأخر بالشونة سنة 1983 و شهدت هذه
المفاوضات قفزتا نوعية بحيث تشكلت في
أعقابها لجنة من القادة الأفارقة
والتي ضمت ستة شخصيات افريقية وهي
نيري وعبدو اضيوف واباسانجو
والشاذلي بن أجديد وجعفر
النوميري وعمر بانغو ويراس هذه
اللجنة أراب موي .
علما
أن هذه الجنة تشكلت غداة انعقاد مؤتمر
الاتحاد الإفريقي المنعقد بالخرطوم
واستجابتا لدعوة العاهل المغربي
الراحل من كينيا بإمكانية تنظيم
استفتاء
وتتالت
بعد ذلك عدة لفاءات غير مباشرة من
نيويورك إلى جنيف . ليتجه الملف شرقا
للتفاوض فوق الأراضي السعودية فكان
لقاءا الطائف 1987 همزة وصل من جديدو
التي قاد اليها1البعثة الصحراوية عبد
القادر الطالب عمر مقابل مولاي
العلاوي في قيادة الوفد المغربي و كان
الفشل القاسم المشترك. وفي عودته إلى
المغرب العربي حط ذات الملف الرحال
بمراكش 1988 في للقاء تاريخي ومباشر جمع
ولأول الملك المغربي الحسن الثاني
بالوفد الصحراوي و ضم هذا الاخير
شخصيات وازنة في البوليساريو من قبيل
بشير مصطفى والمحفوظ اعلي بيبة
وإبراهيم غالي وكان المخطط الاممي
الإفريقي الإطار الجوهري للنقاش لكن
اللقاء انتهاء كما بداء إلا أن الطرف
المغربي وصفه ببداية المسار الجديد
داعيا نظيره الصحراوي إلى ضرورة
لقاءات أخرى.
مع
العلم أن مخطط التسوية الاممي تضمن حل
الاستفتاء كخيار لحل النزاع والمتضمن
اختيار الصحراويين المسجلين ضمن
ألوائح التي أعدتها أسبانيا قبل
خروجها من المنطقة الاستقلال في دولة
تحكمها البوليساريو وغيرها ممن
يختاره الصحراويين او الانضمام إلى
المملكة المغربية وهذا بإشراف الأمم
المتحدة وفي هذا الخضم تشكلت المهمة
الأممية المكلفة بالاستفتاء
المعروفة تحت اسم "المينورسو"
سنة1991 هذه الجهود المبذولة من طرف
المجتمع الدولي وكذا الطرفين تمخض
عنها توقيف إطلاق النار في الإقليم في
06/09/1991.
توقفت
إذن الرهانات الواقعية والملموسة
التي لطال ما شهد العالم للصحراويين
من خلالها بحقهم في الاستقلال
والحرية. لكن الصراع دخل بعد ذلك
رهانات من نوع أخر في ظل تغير خارطة
العالم السياسية والجيوستراتيجية
ودخول العالم تحت مظلة واحدة (العولمة)
عاد
الطرفان إلى طاولة المفاوضات في صيف
1995 بمدينة العيون المحتلة وظل كل طرف
مصمم على تحقيق مطالبه.بعد ذلك بسنة
تجدد اللقاء وقدم المغرب مقترح مفاده
الحكم الذاتي والجهوية الأمر الذي
عكر مسار التسوية ونال رفض
البوليساريو والمنتظم الدولي. وخلال
سنة 1997 قام الأمين العام للأمم
المتحدة كوفي عنان بتعيين كاتب
الدولة الأمريكي السابق جيمس ببكر
مبعوثا خاصا له إلى المنطقة وتوالت
اللقاءات بعد ذلك بين الطرفين من لندن
إلى لشبونة إلى لندن ثانية ثم إلى
هيوستن التي كانت مهدا لمفاوضات هي
الأبرز والاشمل في تاريخ الصراع في16/09/1997
والتي كرست حق مبدأ
الاستفتاء للشعب الصحراوي كما ناقش
الأطراف المواضيع المتعلقة بعودة
اللاجئين وقوائم المصوتين ومدونة
السلوك والأسرى والمعتقلين لكنها هي
الأخرى سارت على درب سابقاتها
لتتعاقب لقاءت أخرى بعد دلك خلال مطلع
القرن الجديد بين لندن ولشبونة و برلين
لتتوقف القاطرة مؤقتا لبضع سنوات
وأبانها وصل الصراع أوجه ليدخل
منعرجا أخر ـ ما يعرف بصراع المقترحات
ـ الأمر الذي حتم على المنتظم الولي
ضرورة التصدي لهذا التأزم وهو ما تمثل
في دعوة الطرفين لحتمية التفاوض دون
شروط بموجب القرار 1754 الصادر قي 30
افريل 2007 و ذلك ما تم في
منهاست الأمريكية يوم 18 جوان 2007 و
التي مهدت لأخرى شهر أوت المقبل وهكذا
ظل اللقاء يتلو اللقاء دون أي نتائج
تذكر