حديث المسؤولين ... وحقيقة الواقع

 

 

 

يراد اليوم لنا أن  نقتنع بانه لا حل للقضية الصحراوية على الا قل في القريب البعيد وليس العاجل هكذا تفواه الا مين العان للا مم المتحدة وهكذا اراد السياسيين بعد ان اتفقوا على العودة الي الطاولة المفاوضات ومن نثطة صفر وبدون شروط مسبقة ان يقولوا لناس ليس ثمة من حل ستبقى دار لقمان على ما هي عيه وذاك في احسن الا حوال .

من هيوستن الى مانهاست .. عودة غير ميمونة

اعاد السياسيين في كلا الطرفين الا مور الى نقطة الصفر بل ربما تحت الصفر ومع توقعات علماء المناخ بصيف حار هذه السنة , فان حرارة المفاوضات التي تحدث عنها المجتمع الدولي ممثلا في الا مم المتحدة ستكون تحت الصفر ذاك ان شيء من هذه المفاوضات لن يحدث على الا قل هذه الصيف لتبقى درجة الحرارة العا لية هي الحديث الوحيد لاهل القضية , اما غيرهم وبفضل المكيفات الهوائية و العطل التي اعطاهم الا مين العام بعدم وجود مفاوضات سيكون حديثهم غير درجة الحرارة بالتاكيد.

وحتى وان حدثت المفاوضات فثمة قناعة تؤاكدها التجارب السابقة مفادها أن شيئا جديدا لصالح القضية لن تأتي به هذه المفاوضات , فعندما نعود إلى بداية المسار السلمي في 1991 نجد أن الاطراف جلست فعلا إلى طاولة المفاوضات في أمريكا ولشبونة ولندن وسنجد أن التزامات ملموسة حدثت فعلا بداية من عملية تحديد الهوية وتبادل الأسرى وليس إنتهاء بتوقيع إتفاق لإجراء إستفتاء تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية , عادت المم المتحدة بعد ذلك للحديث عن حلول ثانية وثالثة ورابعة بعد ان انهار ذلك الإتفاق , كل ذلك حدث خلال أكثر من 17 سنة ومع ذلك فإن أي نتيجة لم تحصل إلا إذا إعترفنا بكوننا حررنا كل أسراهم , اليوم وبدون نية صادقة لدى بعض الأطراف على الأقل بما فيها الأمم المتحدة وبدون نية في تنفيذ إلتزامات معينة وبدون جدية يراد للقضية أن تعود إلى نقطة الصفر ولكم أن تتوقعوا كم من الوقت سيمضي دون نتيجة فعلى الأقل سيكون ضعف 17 سنة .

كل شيئ مباح ..

تماما وعكس ما يفيدنا به مسؤلينا فإن ما تعنيه كلمة " مفاوضات بدون شروط مسبقة " هو انه لايمكن لأي طرف أن يطرح أي شرط لدخولها وهو ما يعني إباحة كل الحلول مرة واحدة وعدم استبعاد أي منها حتى تلك التي لم نسمع عنها بعد وقد تكون في أجندة من سيدخلون الغرف المغلقة , وفي وقت نجد فيه أن نصوص الأمم المتحدة واضحة في ما يتعلق بحالة الصحراء الغربية أي أن ثمة نص واضحا لحل هذه القضية نجد أن هذه المنظمة باشرت منذ انهيار إتفاق هيوستن في تحريف نصوصها في ما يتعلق بهذه الحالة من أجل إيجاد وسطية كما يقولون ليس فيها غالب ولا مغلوب ,وكان الصحراء الغربية كعكة يجب أن تقسّم بين الحضرين في حفلة عيد الميلاد .. وكل عام والصحراويين بخير .

إن إباحة كل الحلول تعني أنه على الإستفتناء -  ذو الخيارين وليس الثلاثة -  السلام,

ومن هنا أرجح وأنا لست سياسيا محنكا ولاحتى محللا بارزا, أن الحلول ستزداد من واحد أي الاستقلال ولاشيئ غيره كما كان في الماضي البعيد مرورا  بالانضمام وصولا

إلى الحكم الذاتي بالإضافة إلى التقسيم, وإلى كل تلك الخيارات نضيف إحتمال بقاء الوضع على ماهو عليه ونزيد على ذلك إنسحاب الأمم أي أن ترمي المنشفة بعد كل هذا الوقت , وما خفي من الحلول كان أعظم , وبوجود قناعة لدى كبار صناع القرار في العالم أي الكبار كما يسمون اليوم بأن تخرج جميع الأطراف رابحة من كعكة الصحراء الغربية طبعا , قلت الأطراف وليس الطرفين فالراغبين بقطعة من الكعكة يزدادون كلما زادت إحتمالات الحل , بوجود تلك القناعة يراد لنا أن نفهم بطريقة أو بأخرى أن إستفتاء لتقرير المصير يخرج منه رابح واحد سوف سوف لن ينظم ولا حتى يناقش , إذ علينا إنتظار معجزة .

   حكاية الإنتخابات من حولنا ... والإنتصار في مجلس الأمن .

يردد بعض المسؤلين دون خجل أن وجود إنتخابات أمريكية  سنة 2009 وإنتخابات فرنسية

حدثت قبل وقت قصير وإنتخابات تشريعية وبرلمانية مغربية وإنتخابات جزئية في إسبانيا , يعني أنه لن يكون هناك حل قبل إجراء هذه الإنتخابات , وبعملية حسابية بسيطة فإنه وفي إنتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2009 فإن الإنتخابات في إسبانيا ستكون على الأبواب وفي فرنسا ستكون قد سنتين من حكم الرئيس الجديد قد استهلكت وستكون الانتخابات الجزائرية على الأبواب وبعدها المغربية , وبإختصار إذا كنا مرتبطين بكل تلك الإنتخابات فإنها تشبه دورة الأرض على نفسها أي بدون نهاية , أي أن القضية هي أيضا بدون نهاية .

لكن في ظل غياب أي نوع من الوعي لدى مسؤولينا , وفي غياب علمهم بما يجري من حولهم فإن تحليلا بدائيا كهذا لانستغربه , خاصة عندما يقول مسؤلا كبير أنه وفي الوقت الذي لم تبخل فيه الحكومة المغربية جهدا من أجل إقناع المجتمع الجولي برؤيتها لحل النزاع عن طريق منح حكم ذاتي لسكان الصحراء الغربية , إذ صرفت حوالي 30 مليون دولار كدعاية لهذا المقترح وجالت وصالت وفودها عبر العواصم العالمية , بالمقابل فإن البوليساريو لم تحرك ساكنا ولم تذهب ولم تصرف اية إمكانيات ومع ذلك إنتصرت في مجلس الأمن , ولا أدري أي إنتصار يقصده هذا المسؤول , خاصة وان مجلس الأمن وصف المبادرة المغربية جدية وذات مصداقية في الوقت الذي ذكر فيه فقط توصله بمقترح للبوليساريو , ولاأدري ماذا يقصد بانهم لم يحركوا ساكنا بمعنى هل كان هناك من يحرك هذا الساكن غير البوليساريو ؟

وفي كلا الحالتين فثمة فضيحة في مثل هذه التصريحات إلا إذا كان يعتقد أنه يحدث أغبياء لايفهمون من السياسة إلا قدر فهمه هو بها عندما يقول مثل هذا التصريح  .

ولا تتوقف تصريحات مسؤولينا الغير مسؤولة عند هذا الحد , بل أن الإذاعة الوطنية وصفت ما جرى في مجلس الأمن بالإنتصار مما يجعلنا نسألهم بحق رب السماء أن يدلوننا على هذا الإنتصار أين حدث بالضبط  ؟

وهل هناك نصا أخر أعتمده  مجلس الأمن غير النص الذي إطلعنا عليه عبر وسائل الإعلام والذي قد يكون فيه هذا الإنتصار الذي يتحدثون عنه , فحسب علمنا ان نص قرار مجلس الأمن لم يكن فيه من الإنتصار قدر ما فيه من الإنكسار , فثمة غشادة بالمقترح المغربي إذ جاء فيه وبالحرف الواحد ( وإذ يرحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدما بالعملية صوب التسوية ) وثمة إستبعاد لأول مرة لمخطط بيكر وثمة دعوة إلى مفاوضات غامضة دون شروط مسبقة , وحدث ولا حرج عن تصريحات مندوبي كبار الدول فأمريكا مثلا إعتمدت وصف الأمم المتحدة للمقترح المغربي أي جدي وذا  مصداقية وذهبت أبعد من ذلك عندما أصدر الكونكرس لائحة عشية تصويت مجلس الأمن على القرار 1745 تدعو ا من خلاله الرئيس بوش إلى رعاية المقترح المغربي ,

 أما فرنسا فلا نحتاج لذكر موقفها , أما الداعم الأكثر قوة والغير متوقع إسبانيا فلم تكتفي بدعم المقترح بل زادت على ذلك بالضغط على الدول الضعيفة التي تدعم حق الصحراويين في تقرير المصير من أجل إستمالت مواقفهم داخل مجلس الأمن , وحتى جنوب إفريقيا الداعم القوي لحق الصجراويين تحدث مندوبها عن عدم رضاه عن نص القرار , وأما مسؤولينا فراضين تما الرضا على ما يبدوا , ولا ادري لو لم تكن جنوب افريقيا وقتها عضو في مجلس الأمن من الذي  كان سيتبنى أكثر من الإشادة بالمقترح المغربي , فعلى الأقل كان سيجعل من المقترح أرضية للمفاوضات تماما كما كان سيحدث .

بعيدا عن السياسة ..

يعيش المواطن البسيط حياته مشتت الأفكار بين حق ضاع وهو الأرض وأخر يضيع وهو حق تقرير المصير , مهموم بكثرة الضغوط التي تمارس عليه بدءا بضغوط المنظمات الإنسانية التي تريد قطع لقمة العيش إلى ضغوط الدول المبرى من اجل إرغام الصحراويين على التخلي عن حقهم في الإستغلال بالإضافة إلى ضغوط المسؤلين بتصرفاتهم الغير مسؤولة , وصولا إلى صعوبة الحياة اليومية إلى وإلى وإلى ...., فعلى القل كان الأجدر بنا أن نعين الناس على العيش في كرامة تحت سلطة نظام يحكم بالعدل ويساوي بين الناس ويترفع عن كل الأمور التافهة , ذلك النظام سيساهم دون شك في غطالة النفس والصبر وتثبيت العزيمة مهما كانت الضغوط , حتى تحقيق النصر الموعود .

 

** الساقية صحيفة الكترونية مستقلة   **

** المدير العام رئيس التحرير : ميشان سيدي سالم أعلاتي **

    M_FICHAL@YAHOO.FR      

ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***   ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا    ***  ملاحظة مهمة : الرجاء من الزوار الكرام إعلامنا بكل الاخطاء الواردة في الموقع و ذلك من خلال الاتصال بنا عن طريق البريد الالكتروني .. وشكرا